السعادة أحب أن أعرفها بأنها ....اسم جامع لكل ما تحبه النفس وترضاه من الأحوال الظاهرة والباطنة، والمادية والحسية
فالشعور الحسي والمتعة اللحظية التي تمر على الإنسان تصنّف بأنها ذات ارتباط مادي، كالأكل والشرب .. فهي أشبه باللذة ، وغالباً ما تكون سريعة المجيء والذهاب
أما الشعور المعنوي واللذة الروحية والإحساس القلبي العميق فهو أشبه بالسرور، مثل السرور بلقاء الأصحاب والأصدقاء، وبالحياةالزوجيه ، وبالحب..
وحين يجتمع هذان العنصران:
1) اللذة المادية.
2) السرور المعنوي، فهي السعادة، التي هي معنى شامل في الحياة.
إن السعادة قَدَر المريدين فهي إرادة السعادة وإدارتها، والبحث عنها من خلال الأسباب والمحاولة والتدريب والعمل
وقد ينجح الإنسان في سبب ويخفق في آخر, لكن السعيد يجعل من الفشل فرصة للنجاح والتجربة والسعادة
فالسعادة كأنها ذرات مبثوثة في الهواء نتنفسها أحياناً، وننفثها أحياناً أخرى، فبقدر ما يكون لدينا من الصدور المتسعة، والنفوس الرضية والقبول والإصرار نكون حققنا جزءاً من السعادة
فهي عمل يمكن تحصيله، والسعي إليه أولاً بطلب رضا الله وحبه، وثانياً بالسعي لجوانب الإسعاد في الحياة، قال تعالى:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"[النحل:97]
ويقول تعالى :
"فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى"[طـه:123]
وذكر الله من أسباب ذلك، يقول تعالى:
"أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"[الرعد:28].