رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش" (حديث شريف)
الصيام فرصة وقائية وعلاجية
الدكتور: هاني الحريبي
لما كانت صحة الجسم مطلب أساسي حتى يستطيع الإنسان القيام بما أمر به ربه في هذه الأرض من عبادة المولى عز وجل، وعمارة الأرض، وطلب العلم، ورفع الظلم، والجهاد في سبيل الله، جعل الله عز وجل كثير من العبادات والفرائض وقاية وعلاج لكثير من الأمراض والعلل التي قد يصاب بها جسم الإنسان، فكانت لنا تلك الفرائض عباده ووقاية.
وشهر رمضان الكريم شهر عزيز على كل مسلم، يلتزم المسلم بصيامه وقيامه كل سنة، فهل هناك فوائد صحية لهذا الشهر الكريم إضافة إلى فوائده الروحية والاجتماعية؟
إذا تأملت معي سوف تجد أن شهر رمضان هو نظام غذائي جديد يلتزم به الإنسان المسلم كل سنة، ويزداد تأملك إذا علمت أن الإنسان ليس وحده هو الذي يصوم بل إن الصوم موجود أيضا في الحيوانات، فلقد لاحظ العلماء أن كثيرا من الكائنات الحية تمر بفترة صوم اختيارية بالرغم من توافر الغذاء حولها. فمثلا من الطيور ما يكمن في عشه ويمتنع عن الطعام في مواسم معينه كل عام، وبعض الأسماك يدفن نفسه في قاع المحيطات أو الأنهار لفترة معينه بدون طعام.
صيام شهر رمضان فرصة وقائية
أثناء فتره الصيام، التي تمتد من بعد آذان الفجر وحتى آذان المغرب، يعتمد الجسم في طاقته وحاجته على سكر الجلوكوز وعلى وجبه السحور، إلا أن تلك الوجبة لا تستطيع توفير هذه الطاقة والسكر إلا لساعات معدودة بعدها يجد الجسم نفسه مضطرا للاعتماد على الطاقة. وسكر الجلوكوز من المواد السكرية والدهنية المخزونة في أنسجه الجسم. وبهذه الطريقة يتم حرق السكر والدهون المخزونة وتخليص الجسم من السموم المتراكمة. وبديهي أن يبدأ الجسم أولا باستهلاك الخلايا المريضة أو التالفة أو الهرمة. وبعد الصيام، ومع تناول الإفطار يتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة تعطي الجسم قوة ونشاطاً وحيوية.